البلازما

في عالم التجميل والعناية بالبشرة، تتطور الأساليب والتقنيات باستمرار بهدف تحسين مظهر البشرة واستعادة نضارتها. ومن العلاجات الحديثة التي اكتسبت شهرة واسعة، يأتي حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP كحل مبتكر وطبيعي يعزز تجديد خلايا البشرة ويساعد في علاج العديد من مشاكلها.  
في هذا المقال، سنستعرض:

تعريف البلازما

كيفية استخراج البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP

آلية عمل البلازما 

طريقة التطبيق والمناطق المستهدفة في الوجه  

استخدامات البلازما

فترة التعافي والتوصيات بعد العلاج  

الآثار الجانبية المحتملة وكيفية تجنبها 

تعريف البلازما

البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP هي تقنية طبية تُستخدم في العديد من المجالات، بما في ذلك علاج مشاكل البشرة. تعتمد هذه التقنية على استخلاص البلازما من دم الشخص نفسه، حيث يتم فصل مكونات الدم باستخدام جهاز الطرد المركزي للحصول على بلازما تحتوي على تركيز عالٍ من الصفائح الدموية. تعمل هذه الصفائح الدموية على تحفيز إنتاج الكولاجين وتجديد الخلايا، مما يساعد في تحسين مظهر البشرة، تقليل التجاعيد، وعلاج التصبغات والندوب. نظراً لأن البلازما تأتي من جسم الشخص نفسه، فإن هذه التقنية تُعتبر طبيعية وآمنة، مع تقليل خطر حدوث ردود فعل تحسسية مقارنة بالعلاجات الأخرى.  

كيفية استخراج البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP

يتم استخراج البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP من دم الشخص نفسه عبر عملية طبية بسيطة تتضمن الخطوات التالية:  
1.سحب الدم :
يتم أخذ عينة صغيرة من دم الشخص تقدر ب10 مل، عادةً من الذراع، بنفس طريقة فحص الدم العادي.
2.فصل مكونات الدم :
يتم وضع العينة في جهاز الطرد المركزي، وهو جهاز يعمل على تدوير الدم بسرعات عالية لفصل مكوناته. نتيجةً لهذا الفصل، ينقسم الدم إلى ثلاث طبقات رئيسية:  
– خلايا الدم الحمراء  
– البلازما الفقيرة بالصفائح  
– البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP
3.استخلاص البلازما :
يتم سحب البلازما من الطبقة السطحية وهي تحتوي على تركيز عالٍ من الصفائح الدموية، والتي تمتلك عوامل نمو تحفز عملية تجديد الأنسجة. 
4.حقن البلازما في المناطق المستهدفة: 
تُحقن البلازما المستخلصة في البشرة باستخدام إبر دقيقة، حيث تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين، تحسين نسيج الجلد، وعلاج مشاكل البشرة مثل التجاعيد والندوب.  

آلية عمل البلازما

حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP يعمل على تحسين البشرة من خلال تحفيز عمليات التجديد الطبيعية داخل الجلد. وذلك عن طريق:
1.تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين : 
تحتوي البلازما على عوامل النمو التي تعزز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما المسؤولان عن مرونة البشرة وحيويتها.  
يؤدي ذلك إلى تحسين ملمس الجلد وتقليل التجاعيد، مما يمنح البشرة مظهراً أكثر شباباً.  
2.تنشيط خلايا الجلد:
الصفائح الدموية الموجودة في البلازما تعمل على تحفيز عملية تجديد الخلايا، مما يساعد البشرة على التخلص من الخلايا القديمة واستبدالها بأخرى جديدة أكثر صحة، وهذا ما يعزز النضارة والإشراق، خاصة للأشخاص الذين يعانون من البشرة الباهتة أو المتعبة. 
3.تحسين الدورة الدموية وتغذية البشرة:
عندما يتم حقن البلازما في البشرة، فإنها تحسن تدفق الدم في الأنسجة، ما يساعد على تغذية الخلايا بالأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية، وبالتالي التعزيز من إصلاح الأنسجة وتجديدها بشكل أسرع.  
4.تقليل التصبغات والندوب:
تحفز البلازما عمليات الشفاء الطبيعية، مما يساعد في تقليل آثار حب الشباب والندوب والتصبغات. كما يمكن استخدامها أيضاً لمعالجة الهالات السوداء حول العينين، حيث تعمل على تفتيح لون البشرة وتحفيز الدورة الدموية في تلك المنطقة. 
تعزيز الترطيب الطبيعي للبشرة
تساعد البلازما في تحفيز إنتاج حمض الهيالورونيك داخل الجلد، مما يعزز الترطيب الطبيعي ويجعل البشرة أكثر ليونة وحيوية.  

طريقة التطبيق والمناطق المستهدفة في الوجه

خطوات تطبيق البلازما على الوجه 
تطبيق حقن البلازما في الوجه يتم عبر خطوات دقيقة لضمان تحقيق أفضل النتائج.
١.تحضير البشرة:  
يتم تنظيف الوجه جيداً لإزالة أي زيوت أو شوائب.  
أحياناً يُستخدم مخدر موضعي لتقليل الشعور بالانزعاج أثناء الحقن.  
بعد استخراج البلازما عبر الخطوات التي سبق ذكرها 
٢.عملية الحقن: 
تُحقن البلازما باستخدام إبر دقيقة في المناطق المستهدفة.  
يمكن أن يتم الحقن بتقنية الميكرونيدلينغ (microneedling)، حيث يتم تمرير جهاز دقيق على سطح البشرة لإحداث فتحات صغيرة تسهّل امتصاص البلازما. 
٣.المناطق المستهدفة في الوجه:
منطقة تحت العين: للمساعدة في علاج الهالات السوداء وتعزيز إشراقة العين.  
الخدود: لتحفيز إنتاج الكولاجين وشد الجلد. 
الجبين والجبهة: لتخفيف التجاعيد الدقيقة.  
الخطوط التعبيرية حول الفم: لمنح البشرة مظهراً أكثر شباباً.  الندوب وآثار حب الشباب: لتسريع عملية التجديد وتحسين نسيج الجلد.

استخدامات البلازما

1.علاج التجاعيد وعلامات تقدم العمر:  
تُساعد البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP في تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما العنصران الأساسيان للحفاظ على شباب البشرة. عند حقن البلازما، يبدأ الجلد في تجديد نفسه بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويمنح البشرة مظهراً أكثر مرونة وحيوية.
2.تحسين مظهر الندوب وآثار حب الشباب : 
يساهم علاج البلازما في تحفيز عملية التئام الجلد، مما يساعد في تحسين مظهر الندوب الناتجة عن حب الشباب أو الجروح القديمة. من خلال تعزيز إنتاج الخلايا الجديدة، تصبح البشرة أكثر نعومة، وتقل آثار التصبغات والندوب مع مرور الوقت.
3.تجديد خلايا البشرة وإعادة نضارتها : 
البلازما تعتبر محفزاً طبيعياً لتجديد الخلايا، فهي تعمل على تحسين الدورة الدموية في البشرة، مما يعزز تغذيتها ويعيد إليها إشراقها الطبيعي. هذا العلاج فعال جداً في التخلص من علامات التعب والإجهاد، ويمنح البشرة مظهراً أكثر إشراقاً ونضارة.
4.معالجة التصبغات والهالات السوداء : 
يُستخدم علاج البلازما لتحسين لون البشرة وتفتيح التصبغات الناتجة عن التعرض للشمس أو تغيرات الهرمونات. كما أنه فعال في تقليل الهالات السوداء حول العينين عبر تعزيز تدفق الدم في هذه المنطقة وتحفيز إنتاج خلايا جديدة، مما يجعل البشرة أكثر تناسقاً وإشراقاً.
5.علاج تساقط الشعر بالبلازما : 
يُعتبر حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP من العلاجات الفعالة لمشكلة تساقط الشعر، حيث يعمل على تحفيز بصيلات الشعر وتعزيز نموه بشكل طبيعي. تعتمد هذه التقنية على حقن البلازما في فروة الرأس، مما يساعد على زيادة تدفق الدم إلى البصيلات وتحفيز إنتاج الكولاجين، وهو عنصر أساسي لصحة الشعر.  
تُستخدم البلازما لعلاج الصلع الوراثي وبعض أنواع الثعلبة، كما أنها تُساهم في تقوية جذور الشعر وزيادة كثافته، مما يجعل الشعر أكثر صحة وحيوية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد البلازما في إطالة مرحلة النمو في دورة حياة الشعر، مما يقلل من معدل التساقط ويعزز نمو شعر جديد.  

فترة التعافي والتوصيات بعد العلاج 

بعد الخضوع لعلاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP، يُنصح باتباع بعض التوصيات لضمان تحقيق أفضل النتائج وتسريع عملية التعافي. من أهم هذه التوصيات:  
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الأيام الأولى بعد العلاج، واستخدام واقي شمس مناسب لحماية البشرة.  
الامتناع عن استخدام مستحضرات التجميل القوية أو العلاجات الكيميائية على المنطقة المعالجة لمدة أسبوع على الأقل.  
تجنب ممارسة التمارين الرياضية العنيفة أو الأنشطة التي تسبب التعرق المفرط خلال أول 48 ساعة بعد الجلسة.  
الحرص على ترطيب البشرة باستخدام كريمات مناسبة للحفاظ على نضارتها وتعزيز عملية التجدد.  
تجنب التدخين والكحول، حيث يمكن أن يؤثران سلباً على عملية التعافي ويقللان من فعالية العلاج.
أما بالنسبة لفترة التعافي، فهي تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة البشرة ومدى استجابتها للعلاج. بشكل عام، تبدأ النتائج في الظهور خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد الجلسة، بينما تستمر عملية التحسن التدريجي على مدى عدة أسابيع إلى أشهر. يُنصح بالخضوع لعدة جلسات وفقًا لتوصيات الطبيب المختص للحصول على أفضل النتائج.

الآثار الجانبية المحتملة وكيفية تجنبها

العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP يُعتبر آمناً نسبياً، ولكن قد تظهر بعض الآثار الجانبية المؤقتة بعد الجلسات، ومنها:  
١.احمرار وتورم في منطقة الحقن، وهو أمر طبيعي ويختفي خلال أيام قليلة.  
٢.الشعور بوخز أو حكة في الجلد نتيجة تحفيز الخلايا وتجددها.  
٣.كدمات خفيفة في مواضع الحقن، خاصة إذا كانت البشرة حساسة.  
٤.ألم بسيط أو انزعاج في المنطقة المعالجة، لكنه عادةً يكون مؤقتاً.  
٥.احتمالية حدوث عدوى نادرة جداً، ويمكن تجنبها بالحرص على التعقيم الجيد أثناء الإجراء.  
٦.ردود فعل تحسسية، رغم أنها غير شائعة، لكنها قد تحدث بسبب تفاعل الجسم مع الأدوات المستخدمة أثناء الحقن.
لتجنب الآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالبلازما، يُنصح باتباع بعض الإرشادات قبل وبعد الجلسة لضمان أفضل النتائج وتقليل أي مضاعفات:  
١.اختيار طبيب مختص وعيادة موثوقة لضمان التعقيم الجيد واستخدام تقنيات حديثة.  
٢.إجراء فحص طبي مسبق للتأكد من عدم وجود حساسية أو مشاكل صحية قد تؤثر على العلاج.  
٣.تجنب تناول الأسبرين قبل الجلسة، لأنه قد يزيد من خطر الكدمات والنزيف.  
٤.الحرص على نظافة المنطقة المعالجة لتقليل خطر العدوى، وعدم لمس الوجه أو فروة الرأس بعد الحقن مباشرة.  
٥.استخدام كمادات باردة في حال ظهور احمرار أو تورم، لتخفيف الالتهابات وتسريع التعافي.  
٦.تجنب التعرض المباشر للشمس واستخدام واقي شمسي مناسب لحماية البشرة بعد العلاج.  
٧.الامتناع عن التدخين والكحول لأنهما قد يؤثران سلباً على عملية التعافي ويقللان من فعالية العلاج.  
اتباع هذه التوصيات يساعد في تقليل أي آثار جانبية محتملة وضمان تحقيق أفضل النتائج من العلاج بالبلازما.

في الختام

تُعد تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP من أكثر العلاجات الطبية والتجميلية ابتكاراً، حيث توفر حلولاً فعالة لمجموعة واسعة من المشكلات، بدءاً من تجديد البشرة وعلاج الندوب، وصولاً إلى التقليل من تساقط الشعر وتحفيز نموه. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذا العلاج، فإن اتباع الإرشادات الطبية واستشارة المختصين يظل أمراً ضرورياً لضمان تحقيق أفضل النتائج وتقليل أي آثار جانبية محتملة.  
ومع استمرار التقدم العلمي والتكنولوجي، لا شك أن استخدامات البلازما ستشهد تطوراً أكبر في المستقبل، مما يفتح الأبواب أمام مزيد من الابتكارات في عالم الطب التجميلي والعلاجي.

المراجع

. Mayo Clinic. “Plasma Therapy: Uses and Precautions.” Mayo Clinic, 2025.   
. Johns Hopkins Medicine. “Platelet-Rich Plasma (PRP) Treatment: Applications and Effectiveness.” Johns Hopkins Medicine, 2025.   
. Healthline. “PRP Therapy: Side Effects and Recovery Process.” Healthline, 2025.   
. Wikipedia. “Plasmapheresis: Procedure and Medical Applications.” Wikipedia, 2025.   
. National Institutes of Health (NIH). “Advancements in Plasma Extraction Techniques.” NIH, 2025.   
. Journal of Aesthetic Medicine. “PRP in Dermatology: Uses and Long-Term Effects.” Journal of Aesthetic Medicine, 2025.
إعداد الدكتورة زكاء السيد علي